https://fitnessagilityprof.blogspot.com/2025/07/knee-dislocation-sports-injury.html
تم النسخ!
خلع الركبة في الرياضة: دليل شامل للأسباب والعلاج والتعافي
يعتبر خلع مفصل الركبة أحد أخطر الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها أي رياضي، وهي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلا فوريا. يختلف خلع الركبة بشكل جوهري عن خلع الرضفة (صابونة الركبة) الأكثر شيوعا، حيث ينطوي على انفصال كامل بين عظم الفخذ (Femur) وعظم الساق (Tibia)، مما يعرض الأوعية الدموية والأعصاب المحيطة لخطر التلف الشديد. من خلال خبرتي الطويلة في متابعة الإصابات الرياضية المعقدة، أؤكد أن الوعي بخطورة هذه الإصابة وكيفية التعامل الأولي معها يمكن أن ينقذ مستقبل اللاعب الرياضي بل وأحيانا طرفه المصاب.
[1]
 |
| خلع الركبة يتطلب تدخلا طبيا عاجلا لتقليل المضاعفات |
غالبا ما تحدث هذه الإصابة نتيجة لصدمة عنيفة، مثل حوادث السيارات أو السقوط من ارتفاع، ولكنها في الملاعب الرياضية ترتبط بالرياضات عالية التأثير مثل كرة القدم الأمريكية والركبي، أو نتيجة لهبوط خاطئ عنيف في رياضات مثل كرة السلة والجمباز.
[2]
الأسباب الشائعة لخلع الركبة في الأنشطة الرياضية
تنتج إصابات خلع الركبة عادة عن قوى هائلة تؤثر على المفصل، ومن أبرز الآليات التي تؤدي إليها في السياق الرياضي:
- الصدمات عالية الطاقة: هي السبب الأكثر شيوعا، وتحدث عند اصطدام اللاعبين ببعضهم بقوة، كما في كرة القدم الأمريكية أو الركبي، أو عند اصطدام الركبة بجسم صلب.
- فرط البسط (Hyperextension): عندما يتم دفع الركبة إلى الخلف بقوة تتجاوز نطاق حركتها الطبيعي، وهو ما يمكن أن يحدث عند الهبوط بشكل خاطئ بعد قفزة.
- قوى الالتواء الشديدة: عندما تكون القدم ثابتة على الأرض بينما يدور الجسم بقوة فوقها، مما يضع ضغطا هائلا على أربطة الركبة ويؤدي إلى تمزقها وخلع المفصل.
- ضربة مباشرة على الركبة: تلقي ضربة قوية ومباشرة على الجزء الأمامي من الركبة بينما تكون القدم ثابتة على الأرض، مما يدفع عظم الساق إلى الخلف بالنسبة لعظم الفخذ.
يعد فهم هذه الآليات أمرا بالغ الأهمية للمدربين والمعالجين الفيزيائيين لتصميم برامج وقائية تهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالركبة وتحسين تقنيات الهبوط والحركة لدى الرياضيين.
الفرق الجوهري: خلع الركبة مقابل خلع الرضفة
من الضروري التمييز بين خلع الركبة (tibiofemoral dislocation) وخلع الرضفة (patellar dislocation)، حيث أن الخلط بينهما شائع ولكنه خطير.
خلع الركبة، كما ذكرنا، هو انفصال عظام المفصل الرئيسية (الفخذ والساق)، وهو إصابة كارثية تؤدي دائما تقريبا إلى تمزق عدة أربطة رئيسية (مثل الرباط الصليبي الأمامي والخلفي). أما خلع الرضفة، فيحدث عندما تخرج صابونة الركبة (Patella) من تجويفها الطبيعي في مقدمة عظم الفخذ. على الرغم من كونها مؤلمة وتتطلب علاجا، إلا أنها أقل خطورة بكثير ولا تهدد الطرف بنفس القدر. تؤكد الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام أن خلع الركبة الحقيقي يعتبر حالة طارئة تهدد الأوعية الدموية الطرفية.
[3]
| الخاصية | خلع الركبة (Tibiofemoral) | خلع الرضفة (Patellar) |
| الخطورة | حالة طارئة وخطيرة جدا (تهدد الطرف) | مؤلمة ولكنها أقل خطورة |
| العظام المصابة | انفصال عظم الفخذ عن عظم الساق | خروج صابونة الركبة من مكانها |
| إصابات الأربطة | تمزق متعدد وشديد لأربطة رئيسية (صليبي وجانبي) | غالبا ما يتسبب في تلف الرباط الرضفي الفخذي الإنسي |
| خطر تلف الأوعية الدموية | مرتفع جدا (خاصة الشريان المأبضي) | نادر جدا |
| العلاج | رد فوري في الطوارئ، وجراحة معقدة لإعادة بناء الأربطة | رد مغلق (غالبا)، وعلاج طبيعي، وأحيانا جراحة |
الأعراض والمضاعفات التي يجب الانتباه إليها
أعراض خلع الركبة تكون واضحة ومثيرة للقلق:
- ألم شديد ومبرح: يكون الألم حادا وفوريا.
- تشوه واضح في شكل الركبة: يبدو المفصل في غير مكانه بشكل واضح.
- عدم القدرة على تحريك الساق: يفقد المصاب القدرة على ثني أو فرد الركبة.
- تورم سريع وشديد: ينتفخ المفصل بسرعة بسبب النزيف الداخلي.
- فقدان الإحساس أو برودة في القدم: هذه علامة خطيرة جدا تشير إلى احتمال تلف الشريان المأبضي (Popliteal artery) أو الأعصاب، وتتطلب تدخلا جراحيا وعائيا فوريا.
تعد إصابة الشريان المأبضي أخطر المضاعفات، حيث تحدث في حوالي ثلث حالات خلع الركبة. إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بسرعة (خلال 6-8 ساعات)، يمكن أن تؤدي إلى نقص التروية الدموية والغرغرينا، مما يستلزم بتر الساق.
[4]
بروتوكول العلاج: من الإسعاف الأولي إلى غرفة العمليات
التعامل مع خلع الركبة يتبع بروتوكولا صارما:
- الإسعاف الأولي في الملعب: يجب عدم محاولة رد الخلع (إعادة المفصل لمكانه) في الملعب. يتم تثبيت الساق كما هي، والتحقق من النبض في القدم، وطلب الإسعاف فورا.
- في غرفة الطوارئ: يتم إجراء رد مغلق للخلع تحت التخدير في أسرع وقت ممكن لتخفيف الضغط على الأوعية الدموية والأعصاب.
- التقييم الشامل: بعد الرد، يتم فحص النبض مرة أخرى. يتم إجراء تصوير للأوعية (Angiogram) للتأكد من سلامة الشريان. كما يتم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم حجم الضرر في الأربطة والغضاريف.
- الجراحة: تقريبا كل حالات خلع الركبة تتطلب جراحة لإعادة بناء الأربطة الممزقة. غالبا ما تكون هذه الجراحة معقدة وتتم على مراحل لإصلاح الرباط الصليبي الأمامي (ACL)، والرباط الصليبي الخلفي (PCL)، والأربطة الجانبية (MCL/LCL). [1]
رحلة التعافي طويلة وشاقة، وتتطلب التزاما كاملا من المريض. تبدأ بإعادة التأهيل مباشرة بعد الجراحة، مع التركيز على استعادة نطاق الحركة تدريجيا، ثم تقوية العضلات، وأخيرا العودة البطيئة للأنشطة الرياضية، وهي عملية قد تستغرق عاما كاملا أو أكثر.
[2]
في الختام، يمثل خلع الركبة تحديا كبيرا للرياضي والفريق الطبي. إن الإدارة السريعة والصحيحة في الدقائق والساعات الأولى بعد الإصابة هي العامل الحاسم في تحديد نتيجة التعافي والقدرة على العودة إلى ممارسة الرياضة.
المصادر
أسئلة متعلقة بالموضوع
